لطالما كنت سوداويا بشمولية الكلمة و المعنى , الأسود يحملني على التوازن و الاسترخاء دونما أدنى جهد .
مؤخرا تعثرت دون قصد بشئ شد ساقيّ إلى دوامة أبيض أخذ يغلب على تفكيري بنصوعه المقيت مبدئيا , و المحتمل شيئا فشيئا .
كما التأقلم مع أي حال , أخذت أستوعبه , أتشربه , نقعت جسدي في حوض منه حتى صرت أنضحه ذاتيا .
الأبيض لون الانشداه , لونٌ فراغيٌّ بإتقان , قادر على تخفيف حدّة أي شئ , باعث على سلام حتميّ لأنك حالما تنفتح له سيقنعك بأنه مخلوق كصفحة , ينتظر إبداعك عليه منذ طفولته الأولى , كذبة لن تدركها إلا متأخرا و قد غضت في البياض حتى ركبتيك , صرت ميئوسا منك و ستقرر أن تعانق ذاتك البيضاء المستحدثة , ستصير ناصعا كما الجميع و ستندمج معهم حتى تتلاشى في زحامهم , ستنسى الكثير مما اعتقدته مملا و كدت تقسم أنك لا يمكن أن تشتاقه .
الكثير من المعاطف و الأوشحة السوداء لترمى .
الكل أبيض أو بالأحرى يحاول تقمص البياض كقيمة أسمى : البياض طهر ديني , مسالمة اجتماعية , كتاب لم يسطر بعد و لوحة لم تُرسم , الأبيض نقاء , شفافية , و كذبات أخرى متعددة , صغيرة و بيضاء .
الأبيض يصيرني و أنا الآن أنعي سوداويتي و أشهر ابيضاضي , صرت ذاتا بيضاوية …